الاثنين، 2 مايو 2011




الرجل هو ذكر الإنسان (مفرد رجال) وعادة يستخدم هذا اللفظ للذكر البالغ بخلاف الذي لم يبلغ الذي يطلق عليه ولد أو صبي  ، وفي مجتمعاتنا العربية غالباً ما تستخدم هذه الصفة كما ينظر لها البعض بصرف النظر عن العمر اعتقاداً منهم أنها وسيلة فعالة قد تساهم في التحفيز المعنوي للفرد وتعزيز روح المسوؤلية في قرارة نفسه ،  اختلفت التعريفات والرِجل واحدة نعم الرِجل واحدة وليست رٍجلان!!! ، أعذروني على هذه الإهانة البالغة التي استهل بها مقالتي ولكن لم أجد أصدق وأوضح وأبسط من هذه العبارة لكي تعبر عن نظرة الواقع الواقع والهابط التي كونت تعريف هلامي رخوي هش للرَجُل فللإسف لم يعد يفرق بين الرَجُل والرِجل .

بدون أي مبالغة لا أتكلم عن ما حصل قبل يوم أو قبل أسبوع بل أتحدث عن تدهور لبعض المعايير الهامة في السنوات التي مضت مما صنفنا ضمن خانة الرجوع ،  الكارثة العظمى أن الذكر أصبح يتبع ويطبق تعريف الواقع الحديث للرَجُل الذي صنفه ضمن إطار يحقر فيه من قيمته ويعمل على الإطاحة بمرتبته ككائن بشري فعال في المجتمع ظناً منه أنه على الطريق السليم الذي سوف يحقق له رجولته السرابية وأنا  شخصياً أؤكد له بل أجزم أن هذا كل ما سوف يحصده في حال استمر على هذا الدرب ، أن هذا المفهوم اللزج الذي التصق في حياتنا ولم نعد نعرف كيف نزيله ونرميه في قمامة الجهل والتخلف ينص علي أقاويل متردية يتداولها البعض ويسعى لحصولها البعض الآخر أما الباقي فإما أن ينكروها ويستنكروها أو يحاول أن يغيروها أو يدعوا ذلك !! ، ولا ننسى آخر فئة وهي التي لاتحب " وجع الراس " ولا دخل لها بأي شيء يحصل فوجودها مثل عدمه .

لن أطيل عليكم بالفلسفة التي لها أول  وليس لها آخر فالبعض وهو يقرأ هذه المقالة قد يردد الآن "عطنا الزبدة ، جيب من الآخر ، شقاعد أقول ذي ........... "  من هو الرجل ؟ هل سمعتم أم أكرر؟ من هو الرجل ؟ ، الرجل هو الذي لا يرد له أمر وليس لديه صبر ، الرجل هو الذي يعاكس "يغازل" البنات و الصبايا ويصبح " جقل " أو " دنجوان " ، الرجل هو الذي يتباهي بأعداد البنات التي تسقط أمام جماله الفتان منحية تحت رجليه لكي يتكرم هو وينظر لها نظرة واحدة فقط فتذوب عندها قلوب العذارى ، الرجل هو من في المراقص يسهر ومن يشرب الخمر ويسكر ويمارس الزنى وهو من قضيبه يحدد مصيره ، الرجل هو الذي يدخن السيجارة ويحمل خرطوم الشيشة بكل جدارة ، الرجل هو من يعزف على " القيتار " بحرارة في الطرقات وفي الشوارع وعلى عتبة " البرادات " أو وهو جالس على " صندوق " السيارة فالبقيثارة يحقق الإثارة ، عند إقامة الصلاة الرجل هو من يتربع وسط جماعته مقابلاً باب المسجد ويترك جماعة الصلاة " فيــا محلاه "  قال تعالى : ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)﴾ (سورة النور) ، الرجل هو من يعلي على صوت أغاني الروك الصاخبة وهو يقود السيارة " القرمبع "  التي لا حياة فيها  أو السيارة التي لمعها " بالباليس " وطبعاً كل هذا مصحوب بــ "التفحيط" أو "التقحيص" ولعل هاتين الكلمتين على وزن " التشفيط ، التشفط .." ( تنشق وشم المواد المخدرة ) الذي ذكرته للتو ونسيت أني كنت أراه في ممرات الطرق الضيقة وفي الخرابات وفي " الفرجان " ، الرجل هو من يثرثر ويشهر ويدنس و يسب ويشتم ويلعن ويقذف ويتلفظ بألفاظ بذيئة دنيئة ، الرجل هو من يضع الحلق والقلادة ويحمل الأثقال لكي تبرز عضلات جسده و يخاف منه الجميع ويكون دائماً في الريادة ويسمونه " بوحديد " وينك يا شديد ؟! ، " العقل السليم في الجسم السليم " قدموا العقل على الجسد ولكن ما يحصل  اليوم خلاف ذلك فلقد أصبح " الجسم السليم في العقل العقيم " ، ، الرجل هو الخائن والوقح الذي يسخر من من يشاء ويضحك ضحكة تشبه ضحكة ميساء في كرتون سندباد ، الرجل هو الذي كالحرباء يتلون بكافة الألوان ويخرج نفسه من أي مشكلة بالغش والمكر والخداع ويسمي هذا ذكاء ، الرجل هو من يلبس الشورت ويخرج مع الشباب ويلعب " كوت " ، الرجل هو الذي لا يبكي فهذا بنظر الناس عيب وعار وكأنهم بذلك الكلام أعلم من رب الأقدار عندما لم يستنكر دموع الرجال وذكر ذلك وبينه في أكثر من موضع في محكم كتابه الحكيم : ﴿ وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ، ﴿ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ، وعن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين – وكان ظئراً لإبراهيم عليه السلام – فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه. ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون))  ،  الرجل الرجل الرجل سأتعب لو عددت لكم كل النماذج التي هي علـى " سنقة عشرة ، آخر موضة "  ولكن دعوني أغير السؤال في هذه المرة من هو أقوى الرجال ؟ ،  هو من ينفخ صدره ويكبت نفسه ويضرب بدون تفاهم ولا نقاش ولا كلام ، وأعتقد أن هذا قد لا يخفى على الجميع قد يتذكر الآن بعض القراء مشاركته في " هوشة " في " الفريج " أو المدرسة أو أي مكان كان وعندما انتصر صرخ له بعض الغربان وقالوا له : " أيوا أيوا بطل بطل ريال ريال " وأن خسر عيروه و" عايروه " طول الزمان ، لسنا على توافق ووئام مع الرجل صاحب الأخلاق والإحترام فالمتعلم لا يحب أن يجالسه أحد إما المتدين فهو معقد !!، "يا حيف على هيك رجال" وبالبحريني نقول لهم " راحت رجال ترفع الدروازة وياتنا رجال المطنزة والعازة " .

هكذا عشناها مهزلة ودعاية للمرجلة لا أكتب اليوم لكي أنتقد الرَجُل بل لإحساسي بمظلوميتي أنا والعديد غيري ونحن بجانب مثل هذه الفئة التي نسبت نفسها وألبسها المجتمع كما سبق وذكرت في بداية المقال ثوب الرجولة الفضفاض عليها ونسبها للرجال بغير وجه حق ، فقد قيل " أن الرجال أفعال وليست أقوال " وأنا أقول أيضاً " أن الرجال أفعال وليست أشكال والرجال مخابر وليست مظاهر !! " ، لقد سئمنا من تقديم النصيحة لإنها باتت بالنسبة لهم فضيحة ولكن لا تتوقعون أننا سوف نسكت ونغلق أفواهنا عن هذه الأفعال العجيبة الغريبة !! ، طفح الكيل وفسد الجيل وبلغ السيل الزبى لذلك دعوني أصرخ وأقول موجهاً ندائي هذا للي على رأسه ريشة وليس للكل : أغرب عن وجهي يا رجُــــــل أغــــرب ........ ، ولكم التكملة.

هناك تعليق واحد: