الاثنين، 21 فبراير 2011







بسم الله الرحمن الرحيم { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } ، بداية أقدم تعازي الحارة لجميع أسر وأهالي الأشخاص الذين ماتوا جراء الأحداث المؤلمة والمؤسفة التي عاشتها دانة القلوب مملكتنا الحبيبة البحرين ، " من القلب إلى القلب " أنا اليوم لا أكتب ككاتب أو كصحفي بل كمواطن جنسيتي هي الإنسانية لأنسج رسالة نبيلة أتمنى أن تنسخ من قلبي وتترجم إلى كلمات تتطاير لتمس جميع القلوب ، قال المهاتما غاندي : (أينما يتواجد الحب تتواجد الحياة ) وللإسف الشديد فلقد بدأنا نرى الحب وسط أفراد الشعب يتلاشى شيئاً فشيئاً في ظل الإنقسام الطائفي الذي سرعان ما أقتحم كل بيت كل عائلة وكل فرد ومن المؤكد أن هذا انعكس على مختلف العلاقات التي تربط بيننا كشعب كامل متكامل فلقد ساعد على ظهور نوع من التوتر والاضطراب والتفكك ساهم في تشويه حس التعاون والمودة ونشأة البغضاء والكراهية التي تطفلت علينا في المجتمع البحريني.

مهما رفعت الأيادي راية الوطن فهي لن ترتفع إلا بروح التسامح والتكاتف والتلاحم والتشارك بين جميع فئات وأطياف الوطن يجب أن يؤمن الجميع أننا كلنا في مركب واحد اذا انضر فرد عم الضرر على باقي الأفراد ، ما نراه اليوم في البحرين هو عبارة عن حركة فعل ورد فعل فكل مجموعة تريد أن تفرض رأيها ولا تريد التعبير عنه صراع وتحدي يرتسم على الشارع البحريني كلن مقتنع تماماً ويرى أن الحق والحقيقة معه والطرف الآخر هو المخطأ (الخطأ لايصير حقيقة وهو ينتشر و يتعدد و الحقيقة لا تصير خطأ لأن لا أحد يراها) ، هناك العديد من الرسائل التي تتناقل عبر وسائل الإتصال المختلفة التي تحتم عليك الحضور لحدث معين بحجة أنه واجب وطني فالحقيقة أني استغربت وذهلت من هذا الأسلوب الذي يفرض ويحدد ما هو لك وما هو عليك فعله لتحقق مفهوم الوطنية !! ، مسكينة هي طفلة "الهدوء" اللقيطة التي لا تجد من يعطف عليها ويتبناها في وسط المأساة التي نشهدها اليوم على الرغم من أن هناك الكثير من نادى ونصح بالهدوء والسكينة منهم ولي عهد مملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة .

ربما يعتب البعض على الإعلام الخارجي من ( صحافة ، تلفزيون ووو ........ ) الذي قام بتضليل المشاهد من خلال أخبار كاذبة ملفقة ليس لها أساس من الصحة ، ولكني لربما أعتب على الإعلام المحلي قبل الخارجي " الأقربون أولى بالمعروف" ربما من في الخارج لم يعاصروا الوضع ويعيشوا فيه ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة ولم يشعروا بحرقة في قلوبهم مثلما يشعر المواطنين بذلك فهم ربما لا يفقهون ما مدى حجم المشكلة في مملكة البحرين ، بدون ذكر أسماء لا يخفى على الجميع بعض الأقلام المحلية التي ظهرت وتكلمت بالموضوع بكل طائفية سواء من سنة أو شيعة فكلامها هذا لم يساعد على حل الأزمة بل على تفاقمها فتنطبق عليهم المقولة الشهيرة " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " ، فلقد ساهمت سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على زرع الفتنة بين الشعب واستمرار الصراع الطائفي يوماً بعد يوم وكل هذا لربما كان من أجل زيادة رصيدها من الشهرة وتمجيد الكثير لها وكسب رضى فئة معينة وليس من أجل نصرة الحق والوطن والمواطن ، فلقد خان هؤلاء شرف المهنة وفضلوا مصلحة الفرد على حساب الشعب البحريني الوفي وهذه القضية ليست وليدة اليوم بل هي منذ زمن .

فالختام لا أريد أن تكون رسالتي طويلة ومملة للجميع علينا جميعنا بالتحلي بالتعقل فإذا شد طرف على الطرف الآخر أن يرخي فمن غير المعقول أن يشد الطرفان الحبل لإنه في النهاية سينقطع من المنتصف وسنخرج بخسائر متعددة وكثيرة ولن نستفيد أي شيء يذكر ، مع احترامي لجميع الأديان من مسيحية ويهودية وبهائية ووو .... التي تسكن وسط مملكة البحرين إلى أن الكل لا يجهل حقيقة الصراع بين السنة والشيعة الذي أصبح واضح وضوح الشمس بعد الأحداث الأخيرة ، لذلك أقولها بأعلى صوتي أن السنة والشيعة هم كيان واحد في هذا الوطن يد واحدة لا يمكن لأي طرف أن يستغني أو يتخلى عن الآخر ، لن أردد عبارات طويلة أو خطابات ليس لها من آخر وهي ليست إلا عبارات مزيفة تعكس ما تكنه القلوب ولكني سأكتفي بأبسط الأمورفعندما كتبت كلمة " سنة " و " شيعة " في ورقة ربما ما سوف أطرحه لم يلحظه أحد من قبل وهي حرف " ة " التاء المربوطة نستوحي من اسمها تاء مربوطة فهي أوحت لي برباط وثيق قوي بين الطائفتين لن نسمح للنوايا السيئة والأحقاد والتعصب الطائفي بخلخلته أو كسره ، منذ متى أصبحنا نسأل هل أنت شيعي أو سني منذ متى ؟!!! ، اسمحوا لي أن أعبر عن مشاعري وألمي بعبارة بسيطة أختم بها رسالتي وأهديها لكل من يريد الحفاظ على تراب هذا الوطن الغالي " من لا يسمع صوت الإحســـاس سوف يسمع صوت الفســاد " .



الاثنين، 7 فبراير 2011



حدثني أحد الأصدقاء منذ أسابيع عن أزمة صحية انتابت والده مما أدى ذلك لدخوله للمستشفى لفترة طويلة ، فقد قضى العديد من الأيام وهو طريح الفراش وقد نتج عن ذلك إصابته بمرض الخرف بحسب تشخيص الدكتور المختص ، والخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة ، فلقد أتضح ذلك عندما قام أحد ابنائه بزيارته للاطمئنان عليه فلقد وجده في حال يرثى لها فكان يصرخ بصوت عالي وينادي عليه قائلاً : " ما جفت حمارة القايلة يا وليدي ؟ توها كانت وراك " ، " حمارة القايلة " عبارة عن أسطورة وخرافة قديمة كان يتداولها الناس في الماضي عبر أحاديثهم وروايتهم الخيالية نوعاً ما .

بعد ثواني من استماعي لهذه القصة " السالفة " أخذت الأحداث تتشابك في بالي لتشيد جسراً يربط بين القصة ومقالتي هذه ، ففي النهاية توصلت لنقطة تقاطع تربط بينهما عند زاوية تمثل حقيقة قد أثبتها قد يكذبها أغلب الأطباء والأشخاص وهي تنص على ( مخطئ ثم مخطئ من يظن أن الخرف محصور فقط على كبار السن بل هو تطاول ليصل ويمس العديد من الفئات العمرية المختلفة ، وخير برهان على ذلك مرض "خرف ادعاء المثالية " الذي انتشرت عدواه بين الصغير قبل الكبير وبين الحسن قبل الشرير .... ) ، فاسمحولي ولو للحظات أن أعيش دور الطبيب وأنصح هذا المريض بالبقاء في سرير خداعه حفاظاً على سلامة الجميع إلى أن يتعافى كلياً ويتخلص من هذا الوباء عن طريق عقاقير الحق والصواب .

هذا المرض الذي يدفع بصاحبه إلى تزييف الحقائق ولربما أحياناً إلى إنكارها واستبدالها بأحداث مختلفة تماماً من أجل مكاسب دنيوية مؤقتة فمنهم مثلاً من يستغله في سبيل تزيين صورته الملوثة بإطار جميل ولكنه هش سهل الكسر فللأسف لقد فقد قدرته الإدراكية والحكمة في أمور حياته ، ومنهم من يستخدمه كوسيلة لإستغفال وخداع الآخرين من أجل تحقيق رغبات أو مصالح شخصية فلربما هذا يذكرني بالساحر الذي يخدع الجمهور عن طريق الألعاب البصرية ، ولكن الإختلاف بين الحالتين أن الساحر يستطيع أن يحقق ذلك لخفة يده أما الآخر فلخفة عقله !!!!!! .

ولكي لا أكون ظالماً وعادلاً مع الجميع ( ادعاء المثالية ) آفة تسبب بها المجتمع قبل أن يتسبب بها الفرد بغض النظر سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر ؛ فلعدم تقبل المجتمع الحقيقة التي ربما يود الجميع أن يصرح بها سبب شعور خوف لدى بعض الأفراد ونتاجه كان ومازال سكوتهم عن ما بأنفسهم وصنع زنزانة فيها لسجن عيوبهم وحقيقتهم لاخفائها عن عيون الناس وتغييرها بشكل خارجي جميل يعكس تماماً عن ما تكنه النفس ، ولست ألتمس العذر لهذا المريض طبعاً ولكني فقط أوضح الأسباب التي قد ساهمت ولو بشكل بسيط لإصابته بهذا المرض ، الخلاصة " الزبدة " أن هناك علاقة طردية بين من يرفضون الحق والحقيقة أين كانت ولا يتقبلونها ويستكرونها ومع الذين يدعون المثالية فكلما زاد طرف ازداد الطرف الآخر .

مهما حاول هؤلاء خداع الناس بحقيقة مزيفة من أجل كسب حبهم أو لتحقيق مآربهم الشخصية ، فأن الله رقيب لهم فللأسف هم الناسين أو المتناسين أن الله إذا أحب عبداً حبب خلقه فيه فمهما وقف ضدك الكثير وكرهك العديد فأن الله إذا أمر أن يتغير كل هذا فإنه يقول كون فيكون ، ما بني على خطأ فهو خطأ " طال الزمان أو قصر " ما بني على غير مرضاة الله لا يمكن أن يصلح مهما طال كسب الفرد منه.

في الختام عذراً لكل الأطباء والأبحاث الطبية والتشخيصات التي لم تستطع إلى الآن كشف الستار عن هذا الوباء الذي بدأ يأكل الأخضر واليابس!! ، ويلتفت كل منا إلى حقيقته وليظهر على طبيعته ولا يخفي شخصيته ولا يعيش في كذبة نافذتها الخداع وبابها النفاق ، يا حسرتي على المثالية فلقد باتت تستغل في أغراض سيئة دنيئة دنيوية ، ولكن يبقى الأمل موجود حتى لو كانت نسبته بسيطة فبإذن الله سوف نغير هذه الجراثيم التي تحشر نفسها في وسط البشرية .... .