أساس المجتمع بدايته ، تربيته ونشأته ، هي تلك المرأة التي صنعت ، هي التي عملت وتميزت ، هي وراء تميزه هو ، أنها نصف المجتمع وهي التي تلد النصف الآخر ، فما هي هذه العظمة وما هو هذا الصبر ، إنها المرأة التي كانت على مدى العصور كالمرآة للرجل يرى فيها تميزه وعظمته إذا نجح ويرى فيها تعويض الخسارة إذا فشل مهما كان دور هذه المرأة سواء الأم أو الأخت أو الزوجة أو أي دور آخر فهو مهم بالنسبة للرجل وقد يحدث تغيير سواء كان إيجابي أو سلبي في حياته ونفسه وفي المجتمع من حوله ، وكما نقول (وراء كل رجل عظيم امرأة ) .
في السابق كان المجتمع يضع المرأة في قالب مغلق ويحدد لها أدوار معينة مقتصرة على الحياة المنزلية ؛ وذلك كان بسبب الجهل المهيمن آنذاك فأمية المرأة والرجل كانت تعيق مسيرتها، إما في العصر الحديث برز دور المرأة بشكل كبير ؛ بسبب الانفتاح والتطور والتعليم في السنوات الأخيرة فلقد وضح دور المرأة بشكل هائل في مجالات عدة ، كدخول المرأة مجال العمل وعملها ومساهمتها في العمل الخيري ومشاركتها في الجمعيات المختصة التي تهتم بحقوق المرأة ، بل وإنها أصبحت تطلب المساواة مع النصف الآخر من المجتمع الذي هو الرجل ، فدخلت مجالات كانت محصورة في السابق(قديماً)على الرجل متخطية بذلك كل العقبات والحدود وذلك لكي تعطي عطاء بلا حدود يشهد له التاريخ على مر الأجيال.
وخير تلك القوى المحركة والمحفزة لقيام نهضة بارزة هو ما قامت به رائدة تلك النهضة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، التي ساهمت في تفعيل دور المرأة في مملكة البحرين وذلك أيضاً عن طريق إنشاء وقيادة مجلس مختص بشئون المرأة والقيام بإدارته حيث أطلق عليها أسم ( المجلس الأعلى للمرأة ) بموجب الأمر الأميري رقم (44) لسنة 2001م، كما قد ساهمت جلالتها في الكثير من النشاطات والمحافل العربية والعالمية التي تهتم بالمرأة وتطوير قدراتها وصنع كيان داعم للمجتمع ، فكانت خير ممثل للمرأة البحرينية في كافة دول العالم .
ختاماً ، خطت مملكتنا الحبيبة خطوة سباقة في صقل قدرات المرأة وإبرازها والاستفادة منها سواء على الصعيد المحلي أو الدولي ، كلمة شكر لا تكفي لكل امرأة ساهمت في بناء ودعم هذه الخطوة السباقة بأي مجال من المجالات ، ونوجه دعوة لكل فرد من المجتمع للمساهمة في دعم هذا الكيان المهم الحساس لتطوير المجتمع ومواكبة النهضة العالمية في شتى القطاعات.