الجمعة، 13 أغسطس 2010





عندما كنت متوجهاً للمسجد لقضاء صلاة العشاء قبل أن أفتح باب المسجد بلحظات إذ بي أسمع صوت ضجيج مجموعة من الأطفال فلقد كانوا يركنون دراجتهم أمام عتبة المسجد بدون أن يضعوا عليها الأقفال لحمايتها ، فقال واحد منهم وهو يصرخ بأعلى صوته : " حطوا السياكل لاتخافون الحين رمضان ما يبوقون " ، لا أعرف ماذا أنتابني حينها لقد شعرت بإستغراب لربما ضحكت ضحكة إستنكار ورسمت على وجهي إبتسامة خفيفة تحسراً على هذا الحال ، وكأن السرقة لم تحرم إلا في هذه الأوقات والطاعة لم تفرض علينا إلا في شهر رمضان !! .



ربما المثال الحي الذي طرحته في البداية بعيد كل البعد عن ما سوف أتطرق إليه الآن ولكنه كان بمثابة تمهيد للحديث والكلام ، من قال أن اللصوص غير موجودين في الشهر الفضيل بل أنهم متواجدين ويعملون على مستوى أرقى وأكبر وأمام الملأ " عيني عينك " بدون خجل أو حياء ، بعض القنوات الفضائية التي أحدثت ثقوب وفتحات في المعايير النبيلة فمصت منها القيم الرفيعة بماصة المسلسلات البذيئة التي تعرضها فلقد سرقت نظرات الناس بمشاهد عديمة الفائدة والقيمة المعنوية ، لقد قيدتهم بسلاسل لكي يجلسوا في محلهم منبهرين ومندهشين بها و وبين كلمة وأخرى قالوا إنها الشاشة الفضية !! ، لربما أصحبنا مفتقرين لمسلسلات تغني الفكر وتقدم لنا وجبة إفطار أو سحور شهية تنشط العقلية ، يجب أن لا أنسى أن أهنئ بعض برامج المسابقات وأبارك لهم بهذه الخطة التجارية الذكية فمن خلال الجوائز المغرية يجذبون الناس للإتصال والمشاركة لكي يستنزفوا أموالهم وهم غافلين ويجهلون ما وراء هذا من مكاسب وأرباح قد تكون خيالية " يا غافلين لكم الله " .


وكل هذا كوم وبعض برامج المكيدة الخفية كوم آخر عذراً برامج الكاميرا الخفية التي فاحت رائحة كذبها العفنة ، مازالت على نفس النمط تكرر في كل سنة نفس السيناريو المزيف ومازالت تعتقد أن المشاهد في قمة الغباء لم يستوعب السر ويكشف الستار لكي يبحث في زوايا الموضوع ، لم يعرف دسائس الفبركة والقص واللزق التي أخفتها عن الجمهور ولكن كما نقول بالمثل الشعبي الشهير "الشمس ما يغطيها المنخل " .


لا نطالب بالمنع ولكن بحسن الانتقاء فإلى متى سوف يستمر هذا الإستهزاء ؟! ، لقد مللنا من ديباجة الضحك على عقول الناس أين هي المصداقية؟ وأين هو الضمير ؟ ، لقد أصبحت مجرد تجارة شنطة إعلام هابط وفاشل لا يستحق الشكر ولا التقدير ، لربما لا ألقي كل المسؤولية على هذه القنوات الفضائية بل أوجه أصبع الإتهام أيضاً للمشاهد الذي يساهم بشكل كبير سواء في فشلها أو نجاحها فهو يتحمل جزء من المسوؤلية فلولاه لما أكلت هذه الفضائيات ذهباً " من سوه نفسه سبوس لعبت به الدياي " ، قبل أن نتلطخ بوحل المصخرة أوقفوا هذه المهزلة ..!!! .



المقالة القادمة : ( خادم المصباح )

الخميس، 5 أغسطس 2010

المقالة التي منعت كل صحف البحرين نشرها


الجنس هو اللذة والنعمة التي وهبنا الله تعالى إياها وأنعم بها علينا ، لطالما أتخذها البعض قطعة قماش يتم عليها تطريز المحرمات ، أحد أقدم المهن التي عرفتها البشرية هي البغاء (الدعارة) أو ربما قد نطلق عليه بالغباء فكل من يلتجئون لهذه المهنة يستبدلون شرفهم الثمين بأوراق فعلاُ هم أغبياء !! ، النقود التي سيطرت على عقولهم وقلوبهم فجعلتهم تماماً كالسلع في الأسواق ، كما تعارفت عليها المجتمعات هي مهنة استعراض الأجساد حيث يدفع الرجل الأموال من أجل قضاء ليلة حمراء مليئة بالممارسات الجنسية مع امرأة أو عدة نساء.

هذا ما كان متعارف عليه ومازال ولكن اليوم انقلبت الآية رأساً على عقب لتطلع موضة جديدة نساء دفعتهم رغبتهم الشنيعة لكي يبحثون عن رجال أو بالأحرى يقتنصوهم من خلال تقديم مبالغ من النقود ربما تكون خيالية من أجل بعض لحظات سوداء ، كيف ؟ وأين ؟ ومتى؟ هذه هي المرحلة المتطورة من البغاء ، ومن الوقاحة أن هؤلاء النساء يشترطون الوسامة والجمال في الرجال الذين سوف يمارسون معهم الرذيلة ربما ليوم أو عدة أيام فكل شيء تحت الحساب !! ، ومن المذهل أن الفئة المستهدفة هي فئة الشباب وما يغريهم أكثر وأكثر هم الرجال أصحاب العضلات ولربما بعض هؤلاء الأشخاص يتعمد ارتداء اللبس الذي يبرز جسده بشكل غير معقول من أجل أن يكثر زبائنه ويجني الكثير من الأرباح ، وليس الكل طبعاً لكي لا أظلم هذه الفئة فهناك من يكون هدفه تقوية بنية جسده من خلال رفع الأثقال ويستحقون أن نكن لهم كل احترام.


ما يدهش العقل وما يشتت الذهن هو أن هذا الممارسات لم تقتصر فقط على الممارسة بين الرجال والنساء ، بل هناك فئة من المتشبهين بالنساء ( الجنس الثالث ) تبحث في وسط هذه البيئة المتسخة عن رجل يمارس معها الفاحشة والعياذ بالله مقابل مبالغ يعطيها الجنس الثالث لهؤلاء الرجال أو ما يسمون بالرجال ، فحتى الفطرة التي فطرها علينا المولى عز وجل بأن الرجل بطبيعته يميل للمرأة والعكس صحيح أيضاً قد انقرضت في ظل الطمع والجشع الذي تملك بعض الأشخاص ، إما بالنسبة لي أماكن اللقاء والتعارف في عصر التكنولوجيا والحداثة هناك العديد منها وفي كافة الأنحاء ، وأحد أهم هذه الأماكن بعض المقاهي المشبوهة المنتشرة في المدن التي تفتح أبوابها وترحب بمثل هذه القذارة فأين هي الرقابات؟ ، فعلاً لا شعور ولا مبالاة .


لقد طرح لنا دين الإسلام الكثير من الأمثلة والعبر التي نتعبر منها ولكن من يسمع ومن يتعظ ومن يحس بعظم المأساة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " ، رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله لربما هذا يذكرني بقصة النبي يوسف عليه السلام الذي كان في غاية الجمال شاب أعزب غريب شاب فيه هيجان الشهوة، ليس له أهل يعود إليه حينما تزينت إمرأة العزيز له وهي ذات منصب وذات جمال ملكة في قصر ملك ، أغلقت الأبواب فدعته لنفسها وَاسْتَبَقَا الْبَابَ [يوسف:25] يريد أن يهرب وهي تلاحقه وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ [يوسف:25] شقت قميصه وهي تلاحقه وتدعوه إلى نفسها وهو يلتجئ إلى الله ويصيح بأعلى صوته قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ [يوسف:23] ، يا لعظم هذا الإيمان والخوف من غضب الله تعالى .

لقد بدأت بذور هذه المشكلة تظهر في مملكة البحرين فيا خوفي أن تنبت لنا أشواك الخراب ، قد يستغرب البعض ويقول باللغة العامية " لا والله احنا ماعندنا هالشيء ، ما سمعنا " ، ولكن فليبصر الجميع في الواقع وليرى الوقائع المشينة ولا يستنكرها ولا يتنكر لها ، فبعد سوق الثياب وسوق الخضار وسوق الأسماك أصبح لدينا سوق تباع فيه أجساد الرجال يتاجرون فيه ويعقدون الصفقات ، تنبيه يحظر دخوله على النساء اللواتي يمتزن بالعفاف ، في الختام نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل ويحمينا ويبعدنا عن هذه الفتن ومصائب آخر زمان .