الخميس، 25 نوفمبر 2010


ألتهمنا افترسنا وانتهكنا وطغينا وكسرنا الشرف والعفة ، فبعد مقبلات الزنى التي ما كانت إلا مجرد بداية لــ" بوفيه " مغري من الرغبات والشهوات أحد أطباقه الرئيسية اللواط فلقد تلطخت أيدينا بدهون الموبقات ، وما زلنا لم نشبع من اللحم الرخيص فلنرحب بأخر طبق تم وضعه من قبل الطباخ البارع الشيطان ليتوج هذه المنكرات وهو زنى المحارم (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).

هذه القضية التي جرمتها جميع الشرائع السماوية وحذرت من ارتكابها ، يبقى ضعف الوازع الديني لدى البعض هو السبب الرئيسي لإنخراطهم في هذه المشكلة ، ومن ثم يأتي دور الأسرة في ذلك فيكون من خلال عدة ضوابط يجب الإلتزام بها لكي نضمن لأولادنا تربية سليمة تحمينا من الأضرار التي من الممكن تفاديها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) ، أمر واضح وصريح من الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بالتفريق بين الذكور والإناث أي أن يكون لكل منهما فراش، أو أن يكونا في فراش واحد ولكن متفرقين غير متلاصقين وأن لا يكونا عريانين ، وأن حصل غير ذلك بسبب الثقة الزائدة عن الحد وعدم توقع حصول مثل هذه الواقعة فلربما هذا يصنع نوع من الثغرات التي سوف تسمح لدخول الشيطان بينهما مما يدفعهما على إرتكاب الفاحشة والعياذ بالله ، ومن خلال البحث في هذا الموضوع انصدمت أن هناك بعض الأشخاص لم يتجاوزوا 11 سنة وقعوا في زنى المحارم بسبب خطأ فادح يرتكبه الأباء والأمهات بتعويدهم منذ الصغر بالنوم سوياً بدون أي حواجز بينهما وقد يتساءل البعض أن الأطفال ليس لديهم غريزة جنسية فكيف سوف يتحسسون ذلك ؟ ، الجواب هو أثبتت بعض الأبحاث الطبية أن بمجرد حصول تلامس واحتكاك دائم بين الأطفال من الجنسين منذ الصغر تتفتح وتنمو داخل أجسامهم الغدد الخاصة بمثل هذه الممارسات الخاطئة ، ولربما أيضاً غياب الرقابة و القدوة الحسنة عند بعض الأسر قد سبب في تفاقم الأمر ، وللأسف هناك مبدأ هلامي لطالما كان رائجاً في المجتمع وهو الخلط بين مفهوم الرقابة وسياسة القمع والمنع التي أصبحت طريقة لا تجدي نفعاً ولا تواكب العصر الحديث فالحوار غالباً ما يكون أفضل من ذلك بكثير في تخطي العديد من العقبات وحل الكثير والكثير من المشكلات قبل أن يزداد الوضع سوءاً ، ارتداء الثياب التي تبرز مفاتن الأنثى وتظهر جسد الرجل وعورته والتجول بها في المنزل أمام الملأ كان أحد أهم العوامل التي جرت لمثل هذه القضية الشائكة ، وأخيراً وليس آخراً لا نريد أن نظلم الجميع فهناك من يقعون ضحايا لهذا الوضع عن طريق إستغلال الرجل لقوته وقوامته وإستخدامها كأداة للتهديد والتخويف من أجل تحقيق مطالبه الوضيعة التي في النهاية تجبرالمرأة المنكسرة الضعيفة على القيام بها وتخضع لها ، وللأسف أن الجاني والمجني عليه ( الضحية ) يضطر للسكوت في هذه الحال خشية من الفضيحة وكلام الناس.

ومن الأسباب التي ساهمت بشكل كبير في إنتشار وتفشي هذه الظاهرة والفعلة الدنيئة هي وسائل الإعلام والإتصالات بكافة أنواعها ، فقد ساعدت وشجعت بعض هذه الوسائل خاصة الهابطة منها على الإنحراف من خلال العديد من الطرق والوسائل مثل الأفلام والقنوات الإباحية والمشاهد الخليعة التي من المحتم إنها سوف تفسد الأخلاق عند مشاهدتها ، وهناك أيضاً الكثير من برامج الكسب المادي التي تتاجر بإحاسيس الناس وعواطفهم وتدعي أنها تناقش المشكلة وتطمح لإيجاد حل لها وهي تهدف للعكس تماماً وتضر أكثر مما تنفع ، فالحوار الذي يتضمنه البرنامج يتخطى حدود اللباقة ويخدش حياء المشاهد وربما أحياناً قد يثير غريزته بشكل غير مباشر مما يجره للوقوع في هذه الخطيئة بدلاً من أخذ الحيطة والحذر منها ، فالهدف الرئيسي منها هو الإثارة وليس الإستفادة .

لقد تبين من بعض الأبحاث الطبية أن الأشخاص الذين ينخرطون في مثل هذه العلاقات الشاذة عن الفطرة السليمة غالباً ما يعانون من أمراض نفسية مثل الإنفصام وغيره من الأمراض التي تغيب العقل وتدمره أو متعاطين ومدمنين على الكحول والمخدرات ، ونتاج مثل هذه الممارسات أطفال يولدون بتشوهات خلقية وتخلف عقلي أو أحياناً نضطر لحمل جثثهم لأنهم سوف يموتوا في لحظة ولادتهم ، فنسبة الأطفال الأصحاء ضئيلة جداً مقارنة بالباقي .

لا أعتقد أن أي إنسان سواء كان ذكر أو أنثى يفرح عندما يكون مرذول وصاحب أخلاقيات وسلوكيات مشينة ومنحطة منبوذة من قبل الدين والمجتمع ، انحدرنا إلى أدنى مستويات الرذيلة وتعمقنا فيها إلى درجة أنها أصبحت روتين يومي بعد ما كنا في السابق نسمع بها ونستنكرها ولا نراها على أرض الواقع ، فلم تكفينا المقبلات ولم تكفينا الوليمة الدسمة بل قادنا جوع الفساد إلى تناول الحلويات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق